�يم
كلما حلت ذكرى مولد نبينا محمد يه وسلم انتهز الشيخ عبد الرحمن الفرصة، فيجلس مع احفاده، ليحدثهم عن فضل محبة رسول الله وأهمية دراسة سيرته، وفي جلسته مع أحفاده سألته حفيدته مروى قائلة: هل كان رسول الله يه وسلم جميلا؟؟ وكيف كانت ملابسه؟؟؟ وهل كان يحب الأطفال مثلك يا جدي؟؟ وكيف كان جمال هيئة رسول الله يه وسلم؟؟
فرد عليها قائلا : لقد اعتنى رسول الله يه وسلم بجمال هيئته ومن مظاهر هذه العناية :
لباسه، حيث كان الرسول يه وسلم يهتم بلباسه ويختار أحبها الى قلبه، كما كان يحب اللباس الأبيض، قال يه وسلم: << ألبسوا البياض فأنها أطهر وأطيب>>. وحينما جاءه رجل يسأل ذات يوم إن كان في لبس الثياب الحسنة والحذاء الحسنة كبر، أجابه بالنفي فقال عليه الصلاة والسلام : << إن الله جميل يجب الجمال>>
أما عن نظافته، فقد كان يه وسلم يعتني بنظافة جسمه، ولا يقبل أن يرى أحدا وسخا سواءا في جسمه أو ثيابه. فقد روي عن جابر بن عبد الله قال أتانا رسول الله يه وسلم فرأى رجلا شَعِثًا قد تفرق شعره فقال :<< أما كان يجد هذا ما يُسكِن به شَعْره ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وسخة فقال أما كان هذا ليجد ماءً يغسل به ثوبه>>. كمان كان عليه الصلاة والسلام يهتم بنظافة فمه فيطهرها بالسواك، عن عائشة عن النبي يه وسلم قال : << السواك مطْهرَة للفم مِرضاة للرب>>
كما كان يتطيب بأطيب العطر ويتمشط عناية منه يه وسلم بشعره، ونظافة جسمه.
ثم سأله حفيده وائل : وما مظاهر جمال سلوك رسول الله يه وسلم؟؟؟
فرد عليه الشيخ قائلا : لقد كان عليه الصاة والسلام يتميز بين قومه بأخلاقه الفاضلة، فكان أفضلهم مروءة، وأحسنهم خلقا، وأعظمهم حلما، وأصدقهم حديثا، وأعفهم نفسا، عن سعد بن هشام بن عامر قال أتيت عائشة فقلت : يا أم المؤمنين أخبريني بخلق رسول الله يه وسلم، قلت : << كان خلقه القرآن>>
ومن مظاهر جمال سلوكه عليه الصلاة السلام تواضعه، فقد كان شديد التواضع، قال يه وسلم : << لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبَر>>، يبدأ الناس بالسلام، ويجيب دعوة الفقير، وينصت للمرأة العجوز، ويداعب الأطفال، و يكرم الضيف، قليل العتاب، يعين أهل بيته في أعمالهم، ويؤنسهم ويضحك معهم في مجالسهم.
كما اتصف يه وسلم بالرحمة الشاملة أذ قال تعالى في شأنه : << وما أرسلناك الا رحمة للعالمين >> سورة الأنبياء، الاية 107، فعمت رحمته جميع الرجال والنساء والأطفال والشيوخ.... فكان يصل رحمه، ويعفو عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصفح عن المسيء، وشملت رحمته الحيوان والطير، فكان أذا جلس يأكل ورأى هرا أو كلبا، ترك له طعامه، قال عليه الصلاة والسلام :
<< من يُحْرَم الرِفق يُحْرَم الخير>>
كمان كان يه وسلم متسامحا وحليما، وكان من خلقه العفو عند المقدرة، والحلم والصبر عند المكاره.
فعلينا أن نتمثل سلوكه يه وسلم، فلا نتكبر على أصدقائنا، أو على الناس، كما يجب أن نكون متسامحين ورحيمين مع الصغير والكبير والضعيف، وأن يكون الرسول عليه الصلاة والسلام قدوة لنا حتى يكون جمال المظهر يعكس جمال الباطن.